قام عدد من الناشطين في مجال العفة والحجاب من جمهورية أذربيجان بزيارة مركز دراسات المرأة والأسرة.
وقالت فريبا علاسوند عضو الهيئة الأكاديمية في مركز دراسات المرأة والأسرة في لقائها مع عدد من الناشطين في مجال العفة والحجاب من أذربيجان أنّ أول مسألة ينبغي أن تكون محطّ النظر هي أنّ في المجتمع الإسلامي ومن وجهة نظر الإسلام يعدّ الحجاب قضية ذات أبعاد مختلفة وليس مرتبطاً بالنظرة الفردية الأحادية.
وعن البنى التحتية المتعلقة بقضية الحجاب في المجتمع قالت عضو الهيئة الأكاديمية بمركز دراسات المرأة والأسرة: إنّ قضية العفة والحجاب تعتبر البنية التحتية الأكثر أساسية للحجاب في المجتمع من وجهة نظر الإسلام.
وأضافت: إنّ قضيتي الحجاب والعفاف كليهما، نظراً للمكانة التي يملكانها في أيّ مجتمع إسلامي مختلفان مع بعضهما البعض من زوايا متعددة وذلك لأنّ العفّة تتعلق بالشؤون الأخلاقية والداخلية بينما الحجاب هو قضية خارجية ومستندة إلى الأمر والإلزام.
ولفتت عضو الهيئة الأكاديمية بمركز دراسات المرأة والأسرة إلى أنّ العفاف هو في الواقع قضية أخلاقية وأمراً داخلياً قائلةً أنّه ينبغي أن يؤخذ بعين الاعتبار أنّ العفاف مع أنّه ملكة أخلاقية وأمر داخلي إلا أنه يتضمّن في طيّاته عدداً من الهياكل والتقسيمات ويتحوّل إلى عملية حاسمة على أساس جنس كل من الرجل والمرأة والأبعاد غىر المتعلقة بالجنس والمشتركة لهما.
كما أوضحت علاسوند أنّ الإسلام على أساس الفروق الذاتية بين الرجل والمرأة جعل التفريق بين الجنسين موضع البحث والتقنين وأضافت: إنّ جنس الرجل والمرأة مختلفان سواء من جهة حدّ الاستثارة أو شكلها أو زمانها.
وتابع: في الفكر الإسلامي يقسّمون مراحل نموّ الإنسان بحيث يسمّون إحدى المراحل بمرحلة الصبا وهي فترة يبلغ عمر الطفل إلى إثنين أو ثلاثة أعوام وليس هناك في وجوده من مجال للفكر حول الغرائز الجنسية والشهوانية.
وقالت عضو الهيئة الأكاديمية بمركز دراسات المرأة والأسرة أنّ مرحلة التمييز تلي مرحلة الصبا وفي هذه الفترة يدخل الطفل مرحلة يقول عنها القرآن الكريم أن تحافظوا فيها على سلوككم أمام أولادكم لأنّ الطفل حينئذ دخل مرحلة إدراك الأمور الجنسية وهي التي يعبّر عنها في الفقه الإسلامي بمرحلة التمييز.
وأردفت هذه المتخصصة في قضايا الحجاب أنّ سنّ المراقبة يعتبر من الناحية التربوية سنّاً حسّاساً في نظرة الإسلام قائلةً: سنّ المراقبة في رؤية الشريعة الإسلامية يعني أن الطفل في هذه المرحلة يدرك القضايا ذات الصلة ببلوغه.
وتابعت: تأتي مرحلة البلوغ بعد مرحلة المراقبة، والإسلام يعتبر هذه المرحلة من حياة أولادنا مرحلة اتخاذ القرار إذ أنّ ولدنا ليس طفلاً بعد بل في الحقيقة قد بلغ سنّ الإدراك واتخاذ القرار فيكتب له في سجلّ أعماله الخير والشر ويحدّد له في أحكام الإسلام الثواب والعقاب.
ولفتت عضو الهيئة الأكاديمية في مركز دراسات المرأة والأسرة إلى أنّه ليس هناك عادة من خطّة للرجال ضمن الخطط الجماعية الثقافية مضيفةً: لقد أسفر هذا الأمر ألا يكون لخططنا الثقافية حول العفاف والحجاب تأثير كبير في المجتمع الهدف.
كما أشارت إلى رأس المال الاجتماعي للحجاب والعفاف وقالت: أحياناً تقوم المجموعات الثقافية في إيران بالتخطيط لإقامة ندوة أو مؤتمر لتعزيز الحجاب والعفاف بين المحجّبات في عدة مدارس في منطقة من المدينة وذلك لأنّ تعزيز الحجاب والعفاف لدي الفتيات الحاضرات، سيوفّر رأس مال اجتماعي للحجاب في المجتمع.
وأردفت: بالنسبة للدول التي تحظر فيها الحكومة الحجاب، يمكن للرأس المالى الاجتماعي الذي هو نفس المحجبات والمتدينات أن يكون له تأثير كبير في نشر العفاف والحجاب.
وقالت عضو الهيئة الأكاديمية في مركز دراسات المرأة والأسرة أن الاقتراح الآخر لهذا النوع من الدول هو عقد جلسات سؤال وجواب بشأن الحجاب وفي هذه الجلسات والحلقات ستنقل عادة نساء غير محجبات رغبن في الحجاب ذكرياتهنّ قبل ارتداء الحجاب وبعده وهذا ما يجري حالياً في العالم وأثمر نتائج إيجابية.
وتابعت: حركة العودة إلى العفة هي موضوع يجري الآن في الولايات المتحدة وكان لهؤلاء النساء اللاتي طرحن آرائهن في هذه الجلسات تأثيرات حسنة في ترويج العفة والحجاب هناك وعلى ذلك فيمكن لهذا المشروع المجرّب أن يكون مشروعاً مناسباً لأذربيجان أيضاً.
ولفتت علاسوند إلى إحصائيات تشير إلى أن حجماً هائلاً من السفور ناشئ عن غياب العفة واستنتجت أنّ الالتزام بالعفة وكبح النفس يؤثّر تأثيراً بالغاً على الحجاب والعفة.